الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **
روي عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ - أنه مسح على الجرموقين قلت: روى أبو داود في "سننه" من حديث أبي عبد اللّه عن أبي عبد الرحمن أنه شهد عبد الرحمن بن عوف سأل بلالًا عن وضوء رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، فقال: كان يخرج يقضي حاجته، فأتيته [وفي نسخة "فآتيه".] بالماء فيتوضأ، ويمسح على عمامته وموقيه، انتهى. ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" والحاكم في "المستدرك"، وصححه [ص 170 - ج 1]، قال الشيخ تقي الدين في "الإمام": قيل في أبي عبد اللّه هذا: إنه مولى بني تيم، ولم يسم، هو ولا أبو عبد الرحمن، ولا رأيت في الرواة عن كل واحد منهما إلا واحدًا، وهو ما ذكر في الإسناد هذا، انتهى. - حديث آخر، رواه الطبراني في "معجمه" حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبي ثنا الحسن بن موسى ثنا شيبان عن ليث بن أبي سليم عن الحكم عن شريح بن هانئ عن علي بن أبي طالب، قال: زعم بلال أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كان يمسح على الموقين. والخمار. انتهى. ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" من حديث أبي إدريس الخولاني عن بلال أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ مسح على الموقين، والخمار. انتهى. - حديث آخر، رواه البيهقي في "سننه" من حديث عاصم الأحول عن أنس بن مالك أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ كان يمسح على الموقين. والخمار، انتهى. - حديث آخر، رواه الطبراني في "معجمه الوسط" حدثنا محمد بن علي الصائغ ثنا المسيب بن واضح ثنا مخلد بن الحسين عن هشام بن حسان عن حميد بن هلال عن عبد اللّه بن الصامت عن أبي ذر، قال: رأيت رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ يمسح على الموقين. والخمار. انتهى. قال الشيخ تقي الدين في "الإمام": وقد اختلفت عباراتهم في تفسير "الموق" فقال ابن سيدة "الموق" ضرب من الخفاف، والجمع - أمواق - عربي صحيح، وحكى الأزهري عن الليث "الموق" ضرب من الخفاف، ويجمع على - أمواق - وقال الجوهري: "الموق" الذي يلبس فوق الخف، فارسي معرب، وقال الفراء: "الموق" الخف، فارسي معرب، وجمعه - أمواق - وكذلك قال الهروي: "الموق" الخف، فارسي معرب، وقال كراع: "الموق" الخف، والجمع - أمواق - انتهى. - الحديث الخامس: روي عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ - أنه مسح على جوربيه قلت: روي من حديث المغيرة بن شعبة. ومن حديث أبي موسى. ومن حديث بلال، - فحديث المغيرة، رواه أصحاب السنن الأربعة [أبو داود: ص 24، والترمذي في: ص 15، وابن ماجه: ص 42.] من حديث أبي قيس الأودي عن هذيل بن شرحبيل عن المغيرة بن شعبة أن رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ توضأ ومسح على الجوربين. والنعلين، انتهى. قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقال النسائي في "سننه الكبرى": لا نعلم أحدًا تابع أبا قيس على هذه الرواية، والصحيح عن المغيرة أنه عليه السلام مسح على الخفين، انتهى. ورواه ابن حبان في "صحيحه" في النوع الخامس والثلاثين، من القسم الرابع، وقال أبو داود في "سننه": كان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث بهذا الحديث، لأن المعروف عن المغيرة أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ مسح على الخفين، قال: وروى أبو موسى الأشعري أيضًا عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أنه مسح على الجوربين، وليس بالمتصل، ولا بالقوي، قال: ومسح على الجوربين علي بن أبي طالب. وأبي مسعود. والبراء بن عازب. وأنس بن مالك. وأبو أمامة. وسهل بن سعد. وعمرو بن حريث، وروي ذلك عن عمر بن الخطاب. وابن عباس، انتهى. وذكر البيهقي [ص 184 - ج 1] حديث المغيرة هذا، وقال: إنه حديث منكر، ضعفه سفيان الثوري. وعبد الرحمن بن مهدي. وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين. وعلي بن المديني، ومسلم بن الحجاج، والمعروف عن المغيرة حديث المسح على الخفين، ويروى عن جماعة أنهم فعلوه، انتهى. قال النووي: كل واحد من هؤلاء لو انفرد قدِّم على الترمذي، مع أن الجرح مقدم على التعديل، قال: واتفق الحفاظ على تضعيفه، ولا يقبل قول الترمذي: إنه حسن صحيح، انتهى. وقال الشيخ تقي الدين في "الإمام": أبو قيس الأودي اسمه "عبد الرحمن بن ثروان" احتج به البخاري في "صحيحه" وذكر البيهقي في "سننه" أن أبا محمد يحيى بن منصور، قال: رأيت مسلم بن الحجاج ضعف هذا الخبر، وقال: أبو قيس الأودي. وهذيل بن شرحبيل لا يحتملان، وخصوصًا مع مخالفتهما الأجلة الذين رووا هذا الخبر عن المغيرة، فقالوا: مسح على الخفين، وقال: لا نترك ظاهر القرآن بمثل أبي قيس. وهذيل قال: فذكرت هذه الحكاية عن مسلم لأبي العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، فسمعته يقول: سمعت علي بن محمد بن شيبان يقول: سمعت أبا قدامة السرخسي يقول: قال عبد الرحمن بن مهدي: قلت لسفيان الثوري: لو حدثتني بحديث أبي قيس عن هذيل ما قبلته منك، فقال سفيان: الحديث ضعيف، ثم أسند البيهقي عن أحمد بن حنبل، قال: ليس يروى هذا الحديث إلا من رواية أبي قيس الأودي. وأبي عبد الرحمن بن مهدي أن يحدِّث بهذا الحديث، وقال: هو منكر، وأسند البيهقي أيضًا عن علي بن المديني، قال: حديث المغيرة بن شعبة في المسح رواه عن المغيرة أهل المدينة. وأهل الكوفة، وأهل البصرة، ورواه هذيل بن شرحبيل عن المغيرة إلا أنه قال: ومسح على الجوربين، فخالف الناس، وأسند أيضًا عن يحيى بن معين، قال: الناس كلهم يروونه على الخفين، غير أبي قيس، قال الشيخ: ومن يصححه يعتمد بعد تعديل أبي قيس على كونه ليس مخالفًا لرواية الجمهور مخالفة معارضة، بل هو أمر زائد على ما رووه، ولا يعارضه، ولا سيما، وهو طريق مستقل برواية هذيل، عن المغيرة لم يشارك المشهورات في سندها، انتهى. وأما حديث أبي موسى، وهو الذي أشار اليه أبو داود، فأخرجه ابن ماجه في "سننه". والطبراني في "معجمه" [والطحاوي في "شرح الآثار" ص 58] عن عيسى بن سنان عن الضحاك بن عبد الرحمن عن أبي موسى أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم توضأ ومسح على الجوربين والنعلين، انتهى. ولم أجده في نسختي من ابن ماجه [قلت: هو في نسختنا المطبوعة في "باب المسح على الخفين" ص 41]، ولا ذكره ابن عساكر في "الأطراف" وكأنه في بعض النسخ، فقد عزاه ابن الجوزي في "التحقيق" لابن ماجه، وكذلك الشيخ في "الإمام" وقال: وقول أبي داود في هذا الحديث: ليس بالمتصل ولا بالقوي أوضحه البيهقي، فقال الضحاك: ابن عبد الرحمن لم يثبت سماعه من أبي موسى، وعيسى بن سنان ضعيف لا يحتج به، انتهى. وأخرجه العقيلي في "كتاب الضعفاء" وأعله بعيسى بن سنان وضعفه عن يحيى بن معين. وغيره، وأما حديث بلال، فرواه الطبراني في "معجمه" من طريق بين أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن بلال، قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يمسح على الخفين والجوربين، انتهى. وأخرجه أيضًا عن يزيد بن أبي زياد. وابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن بلال، قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم نحوه، ويزيد بن أبي زياد. وابن أبي ليلى مستضعفان، مع نسبتهما إلى الصدق، واللّه أعلم. الآثار في ذلك، روى عبد الرزاق في "مصنفه [أخرج البيهقي في "سننه" ص 285 هذه الآثار كلها سوى أثر ابن عمر. وابن مسعود، وأخرج ابن أبي شيبة ص 126 من حديث أبي مسعود. وعمر. وأنس. وأبي أمامة. وعلي. والبراء بن عازب. وسهل بن سعد، أنهم مسحوا على الجوربين.] أخبرنا الثوري عن الزبرقان عن كعب بن عبد اللّه، قال: رأيت عليًا بال فمسح على جوربيه ونعليه، ثم قام يصلي، انتهى. أخبرنا الثوري عن منصور عن خالد بن سعد، قال: كان أبو مسعود الأنصاري يمسح على جوربين له من شعر ونعليه. أخبرنا الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن همام بن الحارث عن أبي مسعود نحوه. أخبرنا الثوري عن يحيى بن أبي حية عن أبي الخلاس عن ابن عمر أنه كان يمسح على جوربيه ونعليه، أخبرنا الثوري عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه، قال: رأيت البراء بن عازب يمسح على جوربيه ونعليه، أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس بن مالك أنه كان يمسح على الجوربين، أخبرنا معمر عن الأعمش عن إبراهيم أن ابن مسعود كان يمسح على خفيه ويمسح على جوربيه، انتهى. - الحديث السادس: روي عن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم - أنه مسح على الجبائر، وأمر عليًا بذلك، قلت: هما حديثان، فحديث مسحه عليه السلام على الجبائر أخرجه الدارقطني في "سننه" عن أبي عمارة محمد بن أحمد بن المهدي ثنا عبدوس بن مالك العطار ثنا شبانة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عمر أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم كان يمسح على الجبائر، انتهى. قال الدارقطني: أبو عمارة هذا ضعيف جدًا، ولا يصح هذا الحديث مرفوعًا، انتهى. - حديث آخر، روى الطبراني في "معجمه" حدثنا إسحاق بن داود الصواف ثنا محمد بن عبد اللّه بن عبيد بن عقيل ثنا حفص بن عمر عن راشد بن سعد، ومكحول عن أبي أمامة عن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم أنه لما رماه ابن قمة يوم أحد رأيت النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم إذا توضأ حل عن عصابته ومسح عليها بالوضوء، انتهى. وأما حديث علي، فرواه ابن ماجه في "سننه [ص 48 في "باب المسح على الجبائر". ]" من حديث عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن جده الحسين بن علي بن أبي طالب، قال: انكسرت إحدى زندي، فسألت النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم، فأمرني أن أمسح على الجبائر، انتهى. وأخرجه الدارقطني [ص 84 في "باب جواز المسح على الجبائر". ]، ثم البيهقي في "سننهما" قال الدارقطني: وعمرو بن خالد: أبو خالد الواسطي متروك، وقال البيهقي: وقد تابع عمرو بن خالد عليه عمر بن موسى بن وجيه، فرواه عن زيد بن علي مثله، وابن وجيه متروك، منسوب إلى الوضع، انتهى. وقال ابن أبي حاتم في "علله": سألت أبي عن حديث رواه عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن آبائه الحديث، فقال: هذا حديث باطل لا أصل له، وعمرو بن خالد متروك الحديث، انتهى. وقال ابن القطان في "كتابه": قال إسحاق بن راهويه، عمرو بن خالد كان يضع الحديث، انتهى. وقال ابن معين: هو كذاب غير ثقة ولا مأمون، انتهى. ورواه العقيلي في "ضعفاءه" وأعله بعمرو بن خالد، وقال: لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به، ونقل تكذيبه عن جماعة.
|